Sunday, December 14, 2008,2:34 PM
ليكن شتاء
غربةلا تنهرنَّ غريبا حال غربتهِ (1)
أحتاج قلما وأوراق، وسحائب دخان فضية تكسر صفرة ضوء المصباح الفاضح،عقارب ساعة تتشنج فوق اللجة البيضاء، أنفاس الهر المنتظمة وخمش أظفاره المتراخية في الكسل اللذيذ، حفيف وريقات الشجر المتلصصة من خصاص النوافذ.. أحتاج الألفة
حنينأمد للبيوت عينى وأشمُ زهرة المابين (2)
أفتقد السير اللاهي بشوارع لا يحفظها غيري وأشجار الطريق، سيجارة بائع الصحف المشتعلة ابدا، شقوق الجدران في المبان العتيقة ومداخل المترو حيث تتجمع قطرات المطر، أفتقد الأسفلت المغسول، حتي الأمطار صارت حنينا من يعطني قطرة من أمطار العام الماضي.. أفتقد ذاك الشتاء

وحشة
والعمر يسقط كالشَّعر (3)
يتقدم علي استحياء هذا العام، بلا كتاب بغلاف أزرق ولا فيلما ايطاليا ولا جلسة علي مقهي لساعات وساعات، أما الموسيقي فانسحبت والقلب يخفق لمرأي حبات الرمل كانما من عند الغائبين تأتي، يقترب العام من نهايته فيأمر أبوللو* بالبدء في صناعة الامطار فتتظاهر برسفونيه** بأن لم تسمع وتسكب المزيد من دمها الأخضر في عروق العشب

يكفيكِ حزنا يا ايسيت فأوسير لم يرحل حقا، واتركي بعض الحزن لنساء الأرض، فليس كل الراحلين أوسيرا وليس كل جُرح بالدمع يندمل
ماذا سأفعل هذا الشتاء (4)
لا داع للمزيد يا برسفونيه فلا من شتاء كالراحل أبدا وان استبقيت الربيع سنينا فقد محا الخريف حفر أصابعي علي الجدران والأشجار ، بصماتي من أكواب المقهي وأغلفة كتاب ضم بصمات تاهت مني الان، حبات عرق وبعض دموع تطوع الهواء بمحوها، نظرات سكبتها يوما علي احجار الطريق وشرفات المنازل العتيقة يوم كانت تكتسي ببريق أزرق لازمني طيلة شتاء. فاسكبي بعض الغيوم فوق لوحة الأفق -طهِّري بالرمادي عري الازرق- واكتبي للعشب غفوة في رحم الأرض- وليذوي بالرمادي عنفوان الأخضر- واسكبي النوم في عيون القطط - اطفئي بالرمادي كل بريق- وليكن شتاء يا برسفونيه وليكن شتاء

نبوءة
أقول سيأتيكم الشتاء هذا العام بلا أمطار، بلا بريق أزرق.. بلا دهشة.
-------------------
1 زين العابدين بن الحسين بن علي
2 عبد الوهاب البياتى – السيف والقيثار
3 محمود درويش- كزهر اللوز أو ابعد
4نفس القصيدة
* أبوللو اله الامطار عند الاغريق
** برسفونية الهه الربيع عند الاغريق
اوسير وايسيت ايزيس واوزيريس
 
Posted by saso | Permalink |


21 Comments:


  • At 3:42 PM, Blogger ماشى الطريق

    حلو أوى أوى
    :)

     
  • At 5:28 PM, Blogger ايــــــــــــــــــوب

    اولا اعبر عن شكرى لصديقى "ماشى الطريق" الذى اهدانى هذه اللحظات .. واود لو انه تقبل اسفى عن سوء ظنى - الدائم - به اذ اننى ظننته - فيما مضى - يضن علىّ بما يعرف او يصادف من جمال .. وهاهو يثبت لى كم كنت مخطئاً بحقة ويهدينى مفتاح روضتكم الوارفة ارشف منها جمالاً لم تألفه عينى منذ زمن، و قد اعجز - كما عجز هو - عن التعليق بكلمات مناسبة فأعيد القراءة مرات و مرات لأقول فى النهاية انه " حلو أوى " ولا اجدها تكفى ... فأوكدها ب " أوى " اخرى

    تحياتى لك

     
  • At 12:08 AM, Blogger No Fear

    السلام عليكم
    ازيك
    حمد لله علي السلامة
    ليا تعليقات كتير ممكن تقترب من بوست
    :)
    هأحاول أختصر و أكتبها في نقط
    دايما كنت باقولك مش فاهم البوستات البوست ده بقة غريب قوي حاسس إني بردوا مش فاهم بس في نفس الوقت حاسس إني فاهمة جدا و ممكن أكون الوحيد اللي فاهم
    .
    و ليكن شتاء و ليكن شتاء و لكن سيأتي الربيع أكيد أكيد أكيد و الله العظيم
    .
    أتمني البوست و الأحساسيس دي متكونش حقيقة
    .
    طبعا روعة دي مفروغ منها

     
  • At 6:14 PM, Blogger تــسنيـم

    أتمنى ألا تتحقق النبوءة وأن يأتي شتاء هذا العـــام فياضا زاخــرا براقــاً.. شديد الزرقة

     
  • At 2:52 PM, Blogger youssef

    الشمس قد رجعت
    ولم تعد بغد
    كل المقاهي انتظار
    ساء ما فعلت بنا السنون التي تمضي
    و نحن علي مقاعد في الزوايا
    ضارعين الي شمس تخللت البلور واهنة
    و لامست جلدنا المعتل و انحسرت
    عنا الي جارنا
    فما نعمنا و لم ينعم بها الجار ..



    اومضت كلماتك ابيات عبد المعطي حجازي في ذهني .. كأني معك افتش عن الامطار في المدينة الموحشة و عصرنا البارد.. في مزيجها المذهل من القسوة و التوحش و النشوة و الشجون .. في الوحشة في قلب الزحام و العزلة وسط الاجساد المنهكة و السكون في عنف الضجيج ..في الركود يهيمن علي الأجواء و النمط الذي يستدرج أرواحنا ليزهقها .. و الاحلام المتناثرة في ازمنة معدومة .. ما جدوي اعواد الكبريت لو ان الجو لا يحوي اكسجين الاشتعال .. أما من بعث جديد ينعشنا ؟؟ اما عادت هذه المدينة قادرة علي الاحياء ؟؟ و لم اضحي العجز يكبلنا في عدمية الانتظار .. نبكي علي امطارنا القديمة و ندور في دوائر فارغة نفتقد لذة امل تائه ؟ .. و لم أجدني عاجزا عن افتعال النهايات الحالمة ؟؟

     
  • At 3:00 PM, Blogger youssef

    القاني غبت كتير و مرة واحدة اخدت جرعة مكثفة .. من تحليللك للاحداث الي السخرية الهادئة اللاذعة الي دغدغة المشاعر اللذيذة في الكلام عن الحب و البوست الموسيقي عن الفرح .. و أولا و أخيرا : اكتمال .. هو البداية و النهاية لو صح التعبير .. حاولت أعلق عليه لكن لم تسعفني كلمات .. و مش هاعرف ابدا كل ما اقراه .. اعتقد اني ساكتفي بالصمت امامه ابدا

    خالص مودتي و الي عودة

     
  • At 3:16 PM, Blogger Ahmed Rashwan

    إذا أتى الشتاء هذا العام بلا مطر .. فسأظل قابعا منتظر الرياح.. هبوب العواصف .. سأحمي قلعتي
    وأنتظر

     
  • At 5:51 PM, Blogger sherefins

    الرائعه ساسو

    موضوع رائع وجميل كالعاده طبعا

    واسلوب رائع وممتاز ولكن!!!!!!!
    **لا تنهر غريب حال غربته
    الاحساس بالغربه احساس فظيع ولكن في رأي الشخصي المتواضع انا الانسان من الممكن ان يتاقلم مع الغربه وان يتعايش من الاوضاع الجديده المتواجد فيها من دون اي احساس بالزهق او الملل.

    ****السير في الطرقات بمفردك يشعرك بالوحده والانعزال فبرجاء عدم الالتفات الي هذه الاحاسيس

    ** العمر يسقط كالشعر فهذه هي سنه الحياه فما كان ابدا شي ثابت في مكانه لابد من التغير والحركه سواء لاعلي او لاسفل

    * هذا الشتاء !!!

    هذا الشتاء كأي ستاء سابق ولكني اعتقد ان هناك اشياء جديده حدثت وممكن الممكن ان تحدث هذا الشتاء

    الا تعتقدين ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

     
  • At 3:36 PM, Blogger عبدالرحمن مصطفى

    أأمل ان تأتى امطار هذا الشتاء بالسماح والنسيان لكل من تسسبت فى الامهم اما انا فاعرف ماذا ستجلب لى امطار الشتاء

     
  • At 9:02 PM, Blogger ayman_elgendy

    أهمّ بشىء والليالى كأنها
    تطاردنى عن كونه وأطارد
    وحيد من الخلان قى كل بلدة
    اذا عظم المطلوب قل المساعد

    -----------
    ويل للشجي من خلي

    -----------
    عذراً ولكنه الشتاء ... أله الانساق الخفية
    بقدر ما يذيب الصيف الرؤي ويخلطها بخائنة الاعين وما حوت الصدور بقدر ما يكثف الشتاء هاتيك الرؤي ليصنع منها ذاك الزخم المراد .... انه الشتاء..فصل آخر من التفتح والاشراق و ... والمعني

    خالص مودتي
    ومن قبلها وبعدها الاحترام

     
  • At 3:04 PM, Blogger محمد أبو الفتوح

    ساسو العزيزه
    لو تغلبت روح الذكرى على روح الاكتشاف بداخلنا لصرنا سجناء لأماكن و مواقف بعينها
    كل مكان يحمل دهشته و تفاصيله الخلابه و لكنه إحساس الغربة هو الذى يتحايل علينا و لا يرينا إلا ما كان لعلمه أنه فى خطر اسمه استمرار الوقت ؛ الألفة
    كل العالم وطن لمن يملك روحا تتسع لكل العالم
    نفتقدك كثيرا

     
  • At 8:11 PM, Blogger عين ضيقة

    مش قلتلك قبل كده لو كتبتى شعر هتنجحى؟

    فكرى فى الموضوع ده تانى
    ـــــــــــــــــ
    أظنه اتى هذا الشتاء ولكن هذه المرة سبق برده الدفء ولا نعلم هل يأتى دفءٌ ام سنظل ننتظر ام سنؤمن بنبوءتك الأخيرة؟

    أظننى لو كنت مكانك لابتكرت الدفء لنفسى
    ـــــــــــــــــ

    انا جايز مابتلاقينيش هنا كتير لكنى متابعاكى كويس وبتدهشينى كل مرة بأسلوبك ومعالجاتك

    برافو
    برافو بتاع الناقد والمتذوق
    ــــــــــــــــــ
    بوسيلى نفسك بقى

     
  • At 2:08 AM, Blogger مُحَمَد أُسـَامَه

    كلام جميل
    كلام معقول
    مقدرش اقول
    حاجه عنه

    لكن انا شايف ان المؤلف لو كان شاف النوعيه دي من الاساليب كان غير رأيه في مشروعي

    هع

    حتحوت عاوز فلوس

     
  • At 11:19 PM, Blogger david santos

    Happy New Year....

     
  • At 4:51 PM, Blogger قلم جاف

    صبح وزي الصبح التاني
    ليل ملضوم في الليل التاني
    أنا مش رايح.. أنا مش جاي..
    أنا مش واقف حتى مكاني..

    كلمات "كوثر مصطفى" في أغنية "ساح يا بداح" لـ"محمد منير" (1995 تقريباً) تعيدني للسطر الأخير في تدوينتك:

    أقول سيأتيكم الشتاء هذا العام بلا أمطار، بلا بريق أزرق.. بلا دهشة.

    رغم أنه ...

    فلا من شتاء كالراحل أبدا

    فشتاءاتنا الأخيرة -كأفراد كما أراها- صارت متفاوتة المستوى .. في الملل!

    عندما تختفي الدهشة تختفي الوحشة ، والاشتياق إلى الدفء ، والبريق الأزرق ، وطبعاً الحنين إليه..

    قد تكون قدراتنا على البحث عن الجمال في الأشياء ضعفت أو وهنت .. لكن في بعض الأحيان يقتضي العدل التماس بعض العذر لكثيرين ممن لا تستطيع أنوفهم أن تشم رائحة الورد إذا أحاط بهم من الجهات الثماني..

    كل عام أنت بخير ..مع تمنياتي بعدم صحة نبوءتك.. وبأن يغافلنا شتاء العام بوجه أفضل ..

     
  • At 3:01 PM, Blogger هيثم محفوظ

    شتاء جديد ، يمطر غارات وصواريخ ودماء شهداء
    عام جديد ، بداية صراخ وعويل ثكلا
    حلو البوست يا صفاء وجميل قوى ( زهرة المابين)على فكرة عتدى حفلة يوم الثلاثاء 20 يناير فى الساقية بقاعة الكلمة، ياريت لو تقدرى تيجى

     
  • At 12:45 PM, Blogger سندباد مصري

    وأنت طيب يا جميل

    قلائل .... من تذكروني هذا العام
    وهذه دلالة علي قدراتي الإجتماعية الهائلة

    أتمني إستمرار ( ليس الإفتقاد ) ما خلف الإفتقاد

    مقاطع جميلة مختارة بعناية

    والآن أتركك في سلام

    تحياتي

     
  • At 5:53 PM, Blogger سابرينا

    happy new year ya saso
    جميل دائما محمود درويش ومناسب لكل أوقات العمر
    غريبة ان الالمام زين العابدين يحتاج لحنين وألفة!
    أمال أحنا نعمل ايه!

     
  • At 8:07 PM, Blogger saso

    ماشي الطريق
    أشكرك جدا جدا، وشكرا ان عرفتني علي ايوب كمان

     
  • At 9:38 PM, Blogger Muhammad

    لو كنتَ تعلم ما بي كنتَ تعذرني

    الغربة (و إن بدت – في ظاهرها - عن أشياء خارجية) تعكس انقسام الذات بين بدن رحل إلى أراض أخرى، و روح معلقة بأستار الوطن القديم، حتى لَتطلب الألفة التي تعرفها في أنفاس الهر و خمش أظفاره ... في الشوارع المسفلتة و جدران المباني و مداخل المترو ... في المطر، لتتداخل دواماتُ الحنين الزمكانية التي يشكلها الزخمُ القاهري من ناحية، و زخاتُ الشتاء من الناحية الأخرى.

    و سوف أبكيه إلى أن يجمع الله الشتيتين
    و يسقط سور البين
    و نلتقي طفلين

    يكتسب الشتاء (المقترن بالوطن القديم) طابعَ الزرقة في غلاف كتاب (و زهرتين)، تغلفه الموسيقى و الأفلامُ الإيطالية و جلساتُ المقاهي (و أشياء كثيرة لا تحصى)، فيصير مرادفا لأيام الفرح اللاهي - و قد يبدو ذلك غريبا على كاتبةٍ صيفيةِ الهوى و الهوية - التي تشكل بؤرةَ الحنين.

    يروح شتاء و يقدم غيره (مقترنا بالأراضي الجديدة هذه المرة) فينسحب الأزرق – بورك – و يشرق – على قتامته – الرمادي. تختفي الموسيقى (و أخص موسيقى الروح) و الأفلامُ الإيطالية و جلساتُ المقاهي، تاركة واجهةَ المشهد لحبات الرمل - مجدبةِ الصفرة – التي (لا) تأتي من عند الغائبين، فدونهم بيدٌ دونها بيدُ.

    كانت فتاتي تنشف شعري القصير بشعر طويل ترعرع في القمح و الكستناء

    و كأني بلير يستنزل - بعظَمةٍ – اللعناتِ، بعد أن أصابه جنون الجرح: اسكبي بعض الغيوم فوق لوحة الأفق - طهِّري بالرمادي عري الأزرق – و اكتبي للعشب غفوة في رحم الأرض – و ليذوِ بالرمادي عنفوان الأخضر - و اسكبي النوم في عيون القطط - أطفئي بالرمادي كل بريق – و ليكن شتاء يا برسفونيه. و ليكن شتاء.

    أما المقطع الأخير فليس لي إلا أن أنقله تماما كما هو، فقد كفاني شفيفُ نسجِه المعجز التعليقَ: لا داع للمزيد يا برسفونيه، فلا من شتاء كالراحل أبدا - و إن استبقيت الربيع سنينا - فقد محا الخريف حفر أصابعي علي الجدران والأشجار، بصماتي من أكواب المقهى و أغلفة كتاب ضم بصمات تاهت مني الآن، حبات عرق و بعض دموع تطوع الهواء بمحوها، نظرات سكبتها يوما على أحجار الطريق و شرفات المنازل العتيقة يوم كانت تكتسي ببريق أزرق.

    ينبئني شتاء هذا العام أنني أموت وحدي
    ذات شتاء مثله، ذات شتاء

     
  • At 12:07 AM, Blogger vision

    رائع كالمعتاد

     
Cheer Up It's Spring Time is dedicated and designed by ferekico Special thanks and real appreciation for ferekico