Thursday, April 12, 2007,10:22 PM
في انتظار الجديد
انعكاس التقويم في مرآتك صباحا، كوب الشاي الأزلي، صوره شخص ما لا تذكرة الآن بدقه علي الحائط ، شعرة بيضاء جديدة تلمع علي صدغك، صوت الراديو القادم من النافذة المفتوحة أبدا يبشرونك بصباح جديد .. وربما مختلف

أحجار الشارع والاكياس كما تركتها بالامس تماما، الكلب القابع بنهاية المدخل يتثاءب تكاد ترفع ساعة معصمك لتضبطها علي تثاؤبتة الثانية لتتذكر انك حاولت إصلاحها يوم ما لدى الحانوت المغلق هذا ونسيت كل شئ عنها

سيناديك صبي محمر العينين عالي الصوت لتركب سيارتة مشرعة الباب دوما، تشك في عمر الصبي في البداية، تنشغل باختلاس سطرين أو ثلاثة من الجريدة من فوق كتف جارك، تعود للصبي السائق تشك في قوة ابصارة عند منتصف الطريق ، يتعانق كفي الطالبة الطفلة وفتاها النحيل فتجفل الفتاة وتنظر ناحيتك تتظاهر بالنوم لفورك .. تعود للصبي السائق فتشك في سلامة عقله قبيل نزولك وثبا من السيارة لترتطم عيناك بجثة القط القتيل التي اعتدت تفاديها منذ بداية الأسبوع .. تعد نفسك ان شيئا هاماً سيحدث

مقعدك لا يتوقف عن الصرير، الشمس تجوب اطار النافذة من اليمين جهة اليسار ، تفكر في القط للحظات، في جرح الموسى الصباحي علي رقبتك ، في انتظارك لحدث سيحرك السكون ويمنحك غد مثير ، أكداس الأوراق تتناقص معلنة انتصارك اليومي ، ستخرج للممشي تشتري شيئا يؤكل هكذا تسمي كل الطعام ، هكذا تطلب كل يوم وتنال شيئا مختلفا لكنك لم تحدد يوم ما او تعترض لما يأتيك به الساعي الذي لم تحفظ اسمه يوما ولم يحفظ اسمك هو الآخر وتعود لمقعدك .. يستقبلك المقعد بصرير التحية ويودعك به عند خروجك لم تنس ان تعد ذاتك بامسية بها جديد .. أي جديد

يناديك صبي أصغر من صبي الصباح وأضعف إبصارا وعقلا، سطورجريدة المساء تتراقص بين ساقي جارك النائم .. تنظر في ساعتك الوهميه كلما هدأ الصبي وكف عن محاولاتة الجادة لتحطيم السيارة ، تنشغل بمراقبة جرو يجري خلف طفل صغير خائف ، بطء السير يجعلك دوما بحذاء الطفل الصارخ، حتي يمل الجرو اللعبة ويمل الشرطي بوق سيارة سائقك المشاغب فتعود لتسرق سطر أو اثنان من جريدة جارك المائلة على ساقه

تختار الطريق الأطول لتسير قليلا، أمطار الربيع تمزح كعادتها، تمطر بطول الشارع غير المرصوف، تنعطف يسارا تخطو فوق الأسفلت الجديد فتمتنع الامطار وتعود لتسقط فوق زجاج نظارتك قبيل وصولك مدخل بيتك بخطوات، تصعد درجك متسمعا تتصيد جرس هاتف أو مواء قطة أو ضيف يودع مضيفيه، تنفض آثار اليوم وضجيج الباعة ووحل الطريق عن حذائك ، تخرج شيئا ما يؤكل من ثلاجتك وتفكر كم ان أزيزها انساني تلك الثلاجة، تبالغ في الترحاب بك فمنذ وصولك والصمت يبتلعك تفتح بابها تغرق الردهة في الأزيز ..تمضغ اشياء ما ببطء وتفكر انك تحتاج إلي زوجة ، تنظر للهاتف المحتضر .. انك تحتاج إلي أسرة، تلمح سترتك البُنية حتما تحتاج إلي مال، شفتاك الجافة تذكرك انك محتاج للصحبة

قبيل النوم تنتزع وريقة من التقويم تمزقها راجيا الغد ان يأتي بجديد ما، تغمض عينيك للحظات تتسمع رنين هاتف وهمي أو خطوات ضيف قادم أو عواء الكلب المستوطن لمدخل بيتك، ضجيج الحلم يخدرك فتغوص ببطء.. تنتظر الغد

انعكاس التقويم في مرآتك صباحا، كوب الشاي الأزلي ، صورة شخص ما لا تذكرة الآن بدقة علي الحائط ، شعرة بيضاء جديدة تلمع علي صدغك ،صوت الراديو القادم من النافذة المفتوحة أبدا يبشرونك بصباح جديد .. أبدا لا يختلف
 
Posted by saso | Permalink | 96 comments
Cheer Up It's Spring Time is dedicated and designed by ferekico Special thanks and real appreciation for ferekico