ويقولون حرية التعبير
بالطبع انا مع حرية التعبير، في أي زمان ومكان، ولكن من قال أن هذه الحرية مبررا أبدا للسب والاساءة ، واجتراح المشاعر الدينية والشخصية للآخرين.
ثمة حدود ينبغي الالتزام بها، واحترامها قانونيا وأخلاقيا ومهنيا فتلك الرسوم الكاريكاتورية
:
أولاً: إساءت للرسول عن قصد وإصرار
ثانيا: تعمد إعادة نشرها من طرف بعض الجرائد في فرنسا وغيرها، تحت غطاء حرية التعبير، وهو في الواقع حق يراد به باطل. إن الهدف من وراء ذلك في العمق هو الإمعان في استفزاز العرب والمسلمين أجمعين، مما أدى إلى تأجيج الاحتجاجات الغاضبة واتساع مساحاتها في الشارع الإسلامي.
ومقابل ذلك، اتسمت ردود الفعل لدى الصحافة الامريكية والانجليزية بالتعقل وعدم الانسياق وراء التيار في أوروبا، وتجنبت إعادة نشر تلك الرسوم، ربما لكون الوازع الديني في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، يحظى باعتبار خاص او علي الاقل الحكاية مش ناقصة.
وفي ضوء ما جرى يمكن القول إن الغرب عموما اغتنمها للتعبير عن حقدهم المخزون كنتيجة تراكمات وتداعيات أحداث 11 سبتمبر.
ودون الدخول في جدل طويل حول مبدأ حرية التعبير، فإن هذه الرسوم تشكل احط أنواع التطاول على النبي، خاصة تلك اللوحة التي تصور رأسة الشريف في شكل قنبلة، في محاولة للتنميط بربط الاسلام بالإرهاب وتصوير جميع المسلمين كإرهابيون.
بينما لم يصدر يوما عن مسلم أن تجرأ وتعرض لشخصية المسيح أو عيسى بالسخرية أو التجريح. .
وهنا لابد والتساؤل: لماذا يكيل الغرب بمكيالين ؟
هل تذكرون ردة الفعل يوم شرعت طالبان في قصف تماثيل بوذا؟ قامت الدنيا ولم تقعد - بالفعل هذة عملية شنيعة- واليوم يغض الطرف عن الرسوم المسيئة للرسول، بل ويعتبرها من صميم حرية التعبير!!!
كذلك تقوم القيامة كلما شكك أحدهم في صحة المحرقة اليهودية " الهولوكوست" فتتفق كل أجهزة الاعلام في الغرب، على عزف سيمفونية واحدة بعنوان معاداة السامية التي يتم التلويح بها كسلاح فعال دوما لتخويف الجميع، إرضاءًا لخاطر طفلها المدلل إسرائيل. ولتتذكروا الموقف الأوروبي المنزعج من رسوم المحرقة في صحافة إيران، لدرجة أن مدير جريدة " شارلي " وصفها بالحرف بأنها "سبة في وجه الإنسانية!! "
المثير للسخرية انة هو الذي أصدر عددا خاصا بالرسوم المسيئة للرسول. أليس هذا هو التناقض بعينه؟
وفي نفس السياق كنموذج آخر للكيل بمكيالين، أستشهد هنا بما كتبه جان دانيال ، مدير مجلة "Le Nouvel Observateur" بخصوص إجراء الانتخابات في فلسطين، بعد الفوز الكاسح لحماس. فقد قال إنه لا حاجة لنا إلى الديمقراطية إذا كانت صناديق الاقتراع تفرز لنا مثل هذه النتائج.
ما هذه الازدواجية في المعايير؟ أليست كلمتة هذه تنطوي على نوع من الاستهتار بالاختيار الشعبي لفلسطين؟ ايا كان اختيارهم فلابد أن يحترم .
إن الجهر بالحق هو ما ينبغي الالتزام به دائما، بدون انتقائية أو انتهازية. لقد أعجبني ، موقف الفاتيكان الرافض لاستغلال حرية التعبير في المساس بالرسول ، وهو موقف واضح وجدير بالتنويه والتقدير، كذلك كان الكاريكاتيريست " Plantu "، رسام جريدة " Le Monde " الذي أكد أنه لا يجوز أبدا المساس بالمشاعر الدينية، تحت غطاء حرية التعبير.
ولا أفهم شخصيا لماذا كان العرب والمسلمون خارج نطاق الخدمة طيلة هذا الوقت؟ وهذه ليست أول مرة يتم فيها نشر رسوم الرسول في الصحافة الغربية. لقد حدث ذلك في العشر سنوات الأخيرة أكثر من مرة، دون أن يثير ذلك انتباه أي أحد. ااة بالمناسبة تاريخ صدورتلك الصور على أعمدة جرائد الدانمارك والنرويج يعود إلى أواخر سبتمبر الماضي، فلماذا جاء ردُ فعل العرب متأخرا؟ وبالمناسبة لا يعني هذا انني مع اللجوء إلى العنف والتصعيد، وإحراق القنصليات والكنائس والسيارات في الشوارع، وكنت أفضل لو تم التعاطي مع المسألة ، بالاحتكام إلى العقل، عبر أساليب متحضرة، كالاحتجاج السلمي ، أو رفع القضية برمتها إلى المحكمة الدولية للنظر فيها، لذلك كنت مع حملة عمرو خالد الهادئة الداعية الي المناقشة والحوار.
وفي كل الأحوال اليس يتعين علينا، نحن كعرب ومسلمين أيضا، أن نمارس نوعا من النقد الذاتي في حق أنفسنا ، وأن
نعيد النظر في الكثير من مفاهيمنا وممارساتنا، لنتفادى كل فعل يمكن أن يستغله الغرب في الإساءة إلى الإسلام كدين للتعايش والتفاهم والجنوح للسلم.
كالتفجيرات في بعض الاماكن والاغتيالات التي تستهدف المدنيين، مثل ما وقع في أحاث 16 مايو في الدار البيضاء، وما يقع حاليا في العراق من احتجاز للرهائن الغربيين، وذبح وتقتيل للصحفيين، بدعوى الجهاد أي جهاد هذا !!
كلها أمور ينبغي لنا رفضها ، والتوقف عنها ، لانها تعطي صورة سيئة وغير حقيقية عن الإسلام في كنهه وجوهره، وتعطي للغرب فرصة ذهبية للتنميط اياة العربي المتشدد الذي يبيت ليلتة وسلاحة تحت الوسادة ، حتى كاد كل عربي أو مسلم أن يصبح متهما ولابد من توقيفة في الموانئ والمطارات فهو ارهابي حتي إثبات العكس!! وكأنما يحمل بين جوانحه وفي ثنايا حقيبته حقولا من الألغام والقنابل القابلة للتفجير في أية لحظة.
. ومن الموجع ان أجدني أقولها بنفسي فلنحاسب وننقد أنفسنا قبل ان نحاسب الغرب علي نقدة لنا
I love your website. It has a lot of great pictures and is very informative.
»