Thursday, January 19, 2012,11:01 PM
في هجاء الحزن الشفيف.ومديح الفرح الوحشي
كيف لشاعرٍ يقتات التبغ المحترق وهواء الفجر ان ينفخ من روحه بعد عناء هذي الكلمات البلهاء.أعبث بصفحات كتاب صقيل الأوراق تتكرر فيه الاستشهادات بأبيات ابي تمام بينما يحدثني طويلا طويلا عن رصانة اكتسبتها سطوري منذ تعلمت الصمت الطويل وحتي تعلمت الحزن فأهز رأسي في خشوع مصطنع واقلب الصفحات فتزيغ السطور لا ألمح الا كلمات متناثرة لا يجمع بينها سوي الجمود..متأملا في حسن القوافي مخايلا ببلاغة لا تفارقه رغم دقيق الوصف-ولديه بعض الحق- يلقي قصيدة مكتملة ارفع رأسي في اعجاب يتبخر بعد ثوان.تذكرني الأشطر بشيء ما ولا أدري ماهيته فاتشاغل بافساد حواف الاوراق لربما اكتسبت بعض الروح
العام مر ومن قبله عامين.وما كنت قبلا احسب عمري بالاعوام-فالعام وقت طويل جدا لتقيس به- وانا لا أكتب الا قسرا لوم الأصدقاء أحيانا وانفعال مصطنع أحيان اٌخر،منذ ألزمتني بكتابة تحمل الكثير من القيود وقواعد لم أفهمها يوما ففقد الحبر اغرائة. كتابة كلوح شوكولاتة بيضاء كاذبة لا تحمل من صفات الشوكولاتة الا غلافها اللامع
وانا احب الكتابة التي تشبه أقراص النعناع المتظاهرة بالبراءة منتظرة ان تكسرها نصفين لتخرج روحها الحريفة من سجن السكر البارد.أقراص النعناع تحمل الفرح دوما.وكذلك أنا
سعاد محمد تحدثني عن من هوت وانتهت ببراعة تضاهي براعة جميل بن معمر..أضحك للخاطرة وملامح الخطورة المرسومة علي وجه الصديق/المعلم تتقلص في ألم تسببت فيه زلات النحو في تدوينتي الاخيرة التي يصر علي تسميتها "نص"وانا اسميها سطور وكفي..انبش بقلم وهمي حروف أثيرة"مفيش كده في المنام انا وحبيبي" واتبعها بحروف أٌخر"أَظَل نهاري مُستهاماً ويلتقي مع الليِ روحي في المنام َروحها" واشرع في الغناء أغرم انا بالوصل بين الكلمات وتغرم انت ببترها واننا لأصدقاء.
أسوأ انواع الكتابة هي الوصف فما لهذا خلق الشعر. فان اضطررت فحاول ألا تقتلني مللا. صفحات الكتاب لا تستجيب لندي أصابعي لابد ان أبي تمام من يمنحها تلك الروح الصقيلة غير القابلة للخدش-ولا للتواصل- فيسهب في سكب الحبر هباء لوصف القلم يخبّرنا ان "لعاب الأفاعي القاتلات لعابه"..مسكين ابي تمام لابد انك تعيس! يتنفض القلم الوهمي بين أصابعي فوق خطوط الحبر الشقية-لابد وان الحبر المسكوب علي كلمات باردة ليعاني الشقاء- ينثر بعض من حروف سحرية ف"ما من سنبلةٍ في التاريخ إلا وعليها قطرةٌ من لعابي" تكسب حواف الأوراق روحا فتستجيب اخيرا لندي الأصابع
أؤمن تماما انني أملك قلما سحريا لا يلتق حاء وباء بحبره إلا بخيط من فرح وكأن الفرح مس من جنون يصيبني كمرأي قط سعيد يرفع رأسه في خشوع تجاه شمس شتوية عينان دامعتان راضيتان لابد ان سعاد محمد تطلق اهاتها في اذانه المرهفة فترتجف سعيدة ملهمه أظفاره للخمش برقه ورتابه..كمن يقول الله
فاكتب واكتب كأنما الاصابع تملك روحاً طفلة عيناي تهوي لون الحبر الطازج فاندفع كطفل لاهي يسكب الحبر علي الاوراق دون رقيب.أكتب وأصنع من الاوراق فراشات صغيرة تتباهي الفراشة الحمراء بسطور النثر التي تحملها الجناحات، اما الفراشة الموشاه أجنحتها بالحبر الأسود فتخطو في وقار مخايلة بما تحملة من فكرة تصلح لبناء رواية كبري ليس لدي أي نية لكتابتها ولديك كل النية للوم لا ينتهي أما فراشتي الوردية فتحمل حروفا ضاحكات تحاول اكسابها قالبا من شعر منثور فترفرف لتسقط منها الكلمات..متي تفهم يا صديقي ان الحروف لها لون ومذاق وروح ومزاج وحشي
لا تكتب قبل ان تضحك وان خرجت كلماتك حمقاء فانت-اعرف انك كذلك- لا تكتب لتمتع نفسا غير نفسك..المحزونين أغلبية يا صديقي فلماذا نكتب لهم هم خبروا ارتباط الحاء بالزين وانفراد النون فلا من جديد نقول ولا من مبهر نصِف. الكتابة كالتبشير لا تعني بالأغلبية ولا تهتم بالمريدين و"أنا نبي لا ينقصني إلا اللحية والعكاز والصحراء"
فانا لا أقيم للحزن وزنا ولا افترض فيه نبلا. الأصل فينا يا صديقي خفه الفرح وجنونه وان طال الحزن سنينا واستقام فانا اكتب عن الفرح واكتب به.
هامش: تعيسه كل الأبجديات التي لا تمتلك حرف الحاء لتربطة بما تشاء بخطوط تحملها فراشات الحبر.فالحاء تحمل دفئا ليس لأي من الحروف
* القوسين (1) يونس القاضي
* القوسين (2) جميل بثينة
* القوسين (3)أبي تمام
* القوسين (4) الماغوط
* القوسين (5) الماغوط أيضا
Posted by saso |
Permalink |
-
-
-
دايما في رقة النسيم ، وسحر غموض الليل في ضوء القمر ، مشاعرك راقية وكلامك سلسبيل ، يروي النفوس اخترت اوصف كلامك كدا .. لأنه بالنسبة لي كدا
تمنياتي بالتوفيق وأطيب تحياتي
يا مصر أكتب إليكي رسائلي
-
-
روحه روحي و روحي روحه