أيام دسمة في العمل تعود لبيتك مدركا بانك لا تصلح سوي للاكل فالنوم ، لم تعد فكرة التليفزيون تبدو بهذا السوء فعلي الأقل امامة انت لست مطالبا بتبرير الملل البادي علي وجهك والافضل انك غير مطالب بالكلام
عشر دقائق لا اكثر ثم .. فقرة اعلانية، ربما امعانا في التحذير تجد عبارة سنعود تخبرك ألا أمل في استكمال ما كنت تشاهدة ولا حتي في تذكره لطول الفترة عادة
.
الحق اني لا أمانع كثيرا في متابعة الإعلانات فهي في النهاية محاولة توصيل فكرة ما في اقل وقت ممكن، وبشكل يحاول ان يبدو براقا ومحكما
محاولة لتوجيه اهتمامك في اتجاة معين للدعاية غير التجارية وابتكار حاجة لم تكن لديك علي الإطلاق لمنتج ما او خدمة ما للاعلانات التجارية
.
وعموما ايا كانت الرسالة وايا كان المستوي التقني مقارنة بالبرامج والمتابعات الاخبارية شديدة الإملال، والافلام شديدة الطول - بالنسبة لي- والمسلسلات شديدة الإملال والطول معا ، فهي اكثر اغراء بالمتابعة
كعادتي اعود للخلف للاعلانات الأول في التليفزيون في الستينات ، الاعلانات الثلاث العتيدة
استغلال نجاح مطرب ما (ايامها كان عدوية في اعلان خضر العطار) واسلوب ما -الغناء الشعبي- لاغراء المشاهد بتجربة المنتج
النموذج المحبط للاعلانات المباشرة التي تتظاهر انها ليست كذلك (اعلان المحافظة علي الماء الشهير بست سنية )وبالطبع اعلان قليل التاثير والامتاع معا
.
النموذج الممتع للاعلان شديد الذكاء بموسيقي شعبية مميزة ابهار بصري مناسب لا يخلو من طرافة (اعلان ريري ) وتطويع للتكنولوجيا المتاحة ايا كان مستواها
سبق وتحدثنا في بوست الثمانينات عن تطور الاعلانات المبهر في اواخر الستينيات الي منتصف السبعينيات من فنون التحريك والتصوير الي بناء موقع تصوير متكامل مع خلفيات صوتية الي جذب ممثلي ومطربي الفترة بالاعلان
لعل اشهر الاعلانات كانت منتصف السبعينات اعلانات شويبس مع حسن عابدين
التطور التالي لم احبه كثيرا مرحلة الحملات الاعلانية كبيرة الحجم ، اعلانات الشمعدان تمثل مرحلة بذاتها من بدايات إغراءات الجوائز و التسويق بالالحاح والأسوا الاعلانات قليلة التكلفة .. والاضاءة ، لا اعرف حقا سبب سوء الاضاءة في غالب اعلانات الشمعدان
الي ان بدأت الحملات الإعلانية العالمية في تغيير شكل الاعلان الي حد كبير باعلانات طريفة ومتوازنة، تلتها مجموعة اخري بنمط غير مصري علي الاطلاق ... ولا زال
عدا هذا فاننا بعد سنوات جاوزت الثلاثين لازالت الاعلانات تدور في ذات الخطوط ، لازالت اعلانات استغلال النجاح المؤقت لمطرب او ممثل او لاعب ما كما هي، لازالت اعلانات التهديد والترهيب لمصلحة الضرائب كما هي اعلانات الخدمة العامة المتظاهرة بالذكاء ضعيفة النتيجة وتلك المتوازنة المبهرة ببساطتها او بتقنيتها علي السواء
تنتهي الفقرة كالعادة بعبارة عدنا منهية عرضا شديد الاختصار
.
فاتلفت حولي لاقيس كم المواد الدعائية التي تحاصرني، جريدة الصباح عواميد الانارة المبان ذاتها هم مواد دعاية تتسرب حتي الي مفرداتك اليومية
.
اعلان موَجه وإعلان موجـِه
لنخرج قليلا عن مستوي الاعلانات التجارية الي الاعلام بما اننا في ذكري ذهبية للاعلام الموجِِة والمحفِز والمضلل احيانا ، لتجد انك يمكنك ايجاد عالم كامل غير موجود بالاعلان ، وبحسب قدرتك علي صناعة الاعلان بامكانك صناعة قرار ما ، مشروع ما ،برنامج سياسي او حربي ما، ربما كان الاستفتاء الرئاسي الاخير بداية هذا النوع من الحملات الناضجة للترويج لفكر سياسي بطريق اخر غير الشعارات الجامدة، باسلوب اقرب الي السينما وان كانت اكثر مباشرة واقل تقنية
.
دعاية مضادة
الالحاح في الاعلان بالنسبة لي ليس بسوء الاعلان سئ الإعداد والمستفز الذي يمنعني من استخدام مادة الاعلان للأبد، في هوجة اعلانات الشاي منتصف التسعينات كانت الاعلانات مضادة تماما مجرد تقديم للمنتج وربطة باغنية ما ربما لوحة سخيفة من الحركة المتشنجة امعانا في افساد الاعلان مما يجعلة مادة صالحة تماما للدعابة
موعدنا الاحد 11 يونيو
معنا من اجل مصر ملفوفة بالقماش .. ميدان كامل لفتة الأقمشة الملطخة بالاحمر في غير اتساق تجعلك تشك في الهدف منها هل هي مع ام ضد المرشح
.
في سابقتي الأولي لحضور سرادق انتخابي هذا العام وبما اني محاطة باللافتات سيئة التلوين والخطوط والشعارات والتي اتضح من التوقيع انها جميعا صنعت لدي نفس الخطاط مهزوز اليد حتما ،سعدت ان هناك من يستفيد من فوضي اللافتات ألا وهم الخطاطين
--------
علي الهامش
مين العبقري اللي زرع شوارع مصر بالتوت *
كل 5 يونيو واحنا فاكرين *