Monday, May 19, 2008,4:55 PM
اكتمال
تلقي أفكارك على شتاتها فتمتصها الأوراق متناسية خدوش الروح- على كثرتها- وتتركك صلباً صافياً ، من قال ان الكلمات دوما انعكاس أو انك تهبها الحياة، فها انت تقرأ كلماتك لتمتص منها بعض الرحيق، وتبتسم
تحاول ان تغدو أفضل كي تشبه صورتك المبتسمة في إطارها الذهبي كل صباح، تتحدث بهدوء كي تخرج كلماتك بالوزن والتشكيل، ببطء كي تخرج كعشرات القصائد التي لوثت الأوراق قديما ولم تزل، تبتسم بحكمة كما يفعل أبطال الروايات
تترك أوراقك غير المكتملة وتفكر.. لماذا عليها الاكتمال
لماذا علي الأوراق يغدو كل شيء واضحاً، فعلى الورق - فقط على الورق- تكتب مشاريعك والنوايا فتخمن أيا منها يمكن تحقيقه وايهم عليك ان تنساه، تفتح قلبك وتحكي حكاياتك تسكب أخطاءك وشرورك وتعود نقياً
تخرج قطعة بيضاء من روحك كل صباح بريئة هي، تتفنن في تلويثها فهذه ابتسامة مصطنعة لصباح كاذب وتلك تحية عابرة لغريب لا تعرفه وانهماك مؤقت في كومه أوراق تتمني لو تصبح جبلاً وتختفي خلفه قليلا وضحكة مطمئنة كاذبة تودع بها أصدقائك وتبقي وحيدا، تنظر لكومه الأوراق علي مكتبك وتفكر في حسن حظ الأوراق.. أبداً لم تكن وحيدة، كلما سحبت ورقة أدركت في فزع انها واحدة من كل والسطر يمهد للسطر ويربط سطر بسطر.... وأنت وحيد
قد تلوثت روحك منذ زمن ولم يعد يجدي التظاهر بالنقاء
أخرج روحك على الأوراق عارية وتأمل قليلاً، الحبر الأسود منتشر بحنايا القلب وثقوب الروح كرؤوس دبابيس مغروسة تدمي الأوراق، قلبك أوراق مستعمله علي الوجهين والحزن الحارق يسكب لونه علي السطور، تمسك ضحكة صافية من عام فائت وتسكبها علي صفحة روحك قد تمحو سطراً او يزيد، تتأمل الضحكة البيضاء وتسائلها هل من ضحكات قادمات، أم ان العمر اكتفي بالعام الفائت ولا شيء في الأفق منتظر.
لا تقسو كثيرا علي نفسك فالكل سطوره اسودت من نفس الداء ، الكل هناك، الفارق انك أمضيت عشرون ونيف من الأعوام تحمي الروح من الآثام، والعام الفائت يترك أنيابه مغروسة في دفتر عمرك، تقلب صفحاته تتساقط منها الأعوام، كمشيب لاهي يعبث بخيوط الليل في شَعرك، كطلاسم سحر تتمايل بقصائد شِعرك، فالعمر مشيب والحزن مشيب
وانت تبعثر الأحزان لاهياً علّك تصفو من جديد، أو تجد مكانا بين السطور كي تسكب فيه المزيد، هذه الأوراق ترجوها ألا تكتمل
هذا الحب ترجوه ألا يرحل، هذي الضحكات لو أنها تطيل المقام، أو الأعوام تمنحك ربيعاً آخر ، أخر وحسب، ربما في هذه المرة حين يرحلون جميعا تحتفظ منهم بزاد من الضحكات لمحو سطرين اثنين- فقط اثنين- فتعيد صورتك المعكوسة إلي المرآه أو تمنحك بعض العمر